فصل: فصل في الأورام الريحية ونفخات العضل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الأورام الصلبة:

الورم الصلب المسمى سقيروس الخالص منه هو الذي لا يصحبه حس ولا ألم وإن بقي منه حس ما ولو يسيراً فليس بالسقيروس الخالص.
والخالص منه وغير الخالص الذي معه حس ما فهو عادم للوجع.
والسقيروس إما أن يكون عن سوداء عكرية وحدها أصلية ولونه أياري وإما عن سوداء مخلوطة ببلغم ولونه أميل إلى لون البدن وإما من بلغم وحده قد صلب.
الخالص في أكثر الأمر لونه لون الأسرُب شديد التمدد والصلابة وربما علاه زغب وهذا الذي لا برء له وقد يكون منه ما لونه لون الجسد ويتنقل من عضو إلى آخر ويسمى قونوس وربما كان بلون الجسد صلباً عظيماً لا يبرأ ولا يتتقل البتة.
وكل سقيروس إما مبتدىء وهو سقيروس يظهر قليلاً قليلاً ويزيد أو يستحيل عن غيره من فلغموني أو حمرة أو خراج في موضع خال أكثر ما تعرض الصلابة في الأحشاء إنما تعرض بعد الورم الحار إذا عولج بالمبردات اللزجة من الأغذية والأدوية وقد يتسرطن السقيروس وقرب السقيروس من السرطان وبعده عنه بحسب كثرة الالتهاب فيه وقلته وظهور الضربان فيه وخفائه وظهور العروق حواليه وغير ظهورها.
العلاج: يجب أن يعالج من هذه الأورام ما له حس وأن يكون الاعتماد بعد تنقية البدن بما يخرج الخلط الفاعل للعلة وربما كانت تلك التنقية بالفصد إن كان الدم كثير السواد على ما يحلّل ويلين معاً ولا يعالجه بما يحلل ويجفف فيؤدي ذلك إلى شدة التحجّر ليجفف الغليظ ويحلل اللطيف ويجب أن تجعل لعلاجه دورين: دوراً للتحليل بلمداواة بما ليس تجفيفه بكثير إذ كل محلّل في الأكثر مجفف والمرطب قلما يحلل ويجب أن تكون درجته في الحرارة من الثانية إلى الثالثة وفي التجفيف من الدرجة الأولى ودوراً آخر للتليين ويكون هذان الدوران متعاقبين ويجب أن يجوع ذلك العضو في دور التحليل ويجذب الغذاء إلى مقابلته بتحريك المقابل ورياضته وإيجاده وأن يشبع في دور التليين ويجذب إليه الغذاء بالدلك وما يشبه بطلاء الزفت وتختلف الحاجة إلى قوة الأدوية المحللة والغلينة وضعفها بحسب تخلخل العضو وتكاثفه وشدة الصلابة وضعفها وأيضاً فإن تركيب الأدوية يجب أن يجمع بين قوتين ويجب أن لا يستكثر من الحمام فيحلل اللطيف ويجمع الكثيف ولا يبلغ أن يلين كثيف.
والمليّنات التي لها تحليل ما هي مثل الشحوم شحوم الدجاج والأوز والعجاجيل والثيران والأيايل خاصة ومخاخها وشحوم التيوس وشحم الحمار جيد لها وشحوم السباع من الأسد والذئب والنمر والدب وما يجري مجراها من الثعالب والضباع وشحم الجوارح من الطير ويجب أن يخلط بها مثل الأشق والمقل والقنا والميعة والمصطكي إذا هيئت للتحليل وتفرد تلك إذا هيئت للتليين.
وأفضل الشحوم المذكورة شحم الأسد والدب ولعاب الحلبة والكتان فيه تحليل وتليين.
ويجب أن لا يكون في هذه الشحوم وأمثالها من الملينات ملح البتة فإن الملح مجفف مصلب بل يجب أن يكون فعلها فعل الشمس في الشمع تلييناً وتذويباً ولا يبلغ أن يجفف.
ومن المحلّلات التي فيها تليين ما أيضاً المقل الصقلبي والزيت العتيق ودهن الحنّاء ودهن السوسن والقنا واللاذن والميعة والزوفا الرطب وأجودها أقلها عتقاً وجفافاً وأشدّها رطوبة والمصطكي أيضاً تقارب المذكورة ودهن الحناء ودهن السوسن التين البستي والخروع فيه من التحليل والتليين معاً ما هو وفق الكفاية.
ومن المليّنات يؤخذ عكر البزر وعكر الخل يغليان وتصبّ بعد الإغلاء الجيد عليهما إهال الألية وتستعمل.
ومن الأدوية الجيدة لذلك: أن يؤخذ قثاء الحمار وأصل الخطمي ويتخذ منهما لطوخ وإن كان معهما ميعة فهو أجود وإذا ظهر لين فيجب أن يلطخ بأشق محلول بخل ثقيف أياماً كثيرة ثم يعاود التليين أو قناً وجاوشير أو يؤخذ قنا وأشق ومَقْل يسحق الجميع ويلتّ بدهن البان ودهن السوسن مع شيء من لعاب الحلبة والكتان ويتخذ كالمرهم.
ووسخ الحَمَام من الأدوية الشديدة النفع إذا وقع في مراهم الأورام الصلبة فإن لم يجد وسخ الحمام استعمل بدله الخطمي والنطرون.
ومن الأضمدة الجيدة في وقت التحليل: الأضمدة التي للخنازير مما ذكرنا أو ضمّاد باريس وقوناون.
وإذا كان الورم شديد الغلظ فلا بد من الخل فإنه يقطع ويوهن قوة العضو وخصوصاً إن كان عصبياً فيكون أشد تخلية عن المادة وتسليماً لها إلى السبب المؤثر من خارج ولكن يجب أن يكون استعمال الخل وإدخاله في الأدوية في آخر الأمر دون أوله وحين تقع المبالغة في وأجرأ ما يكون الطبيب على استعمال الخل هو عندما يكون الورم في عضو لحمي مثل ما يكون في الطحال وقد يطلى الموضع بالخل ويُبخر به ثم يتبع بطلاء مثل الجاوشير ثم الأشق يبدأ بالقليل للرقيق ثم يزاد قوة ثم يمزج إلى التليين.
ويجب أن يستعمل على الورم الدهن اللين الذي لا قبض فيه وهو أوفق من الماء وخصوصاً دهن الشبث المتخذ من الشبث الرطب وما كان من الصلابات في الأوتار والعصب فيعالج بالمقطعات.
ومن المعالجات الجيدة لذلك: التخير من الحجارة المحماة حجارة الرحا وأفضل ما يبخر عنه المارقشيثا ويجب أن يبالغ في التبخير والتدخين حتى يظهر العرق.
وربما طلي بالمارقشيثا مسحوقاً مدوفاً بالخلّ فنفع ويجب أن يرفق أيضاً في استعمال الخل لئلا يفرق اللطيف ويصلب الكثيف ولئلا تفسد قوة العصب بإفراط وهو في الابتداء رديء فاجعل لاستعماله فترات فيها تليين فإذا ابتدأ فبخر العضو بمثل ما ذكر واطل حينئذ بالأدوية المرافقة وذلك في العضو اللحمي أسلم.

.فصل في صلابة المفاصل:

قد تعرض في المفاصل صلابة تمنع تحريك المفصل بالسهولة ولا يبطل الحس وربما كان عصبياً.

.فصل في التي تسمى المسامير:

إن المسمار عقدة مستديرة بيضاء مثل رأس المسمار وكثيراً ما يعرض من الشجوج وبعد الجراحات وعقيب علاجها ثم يكثر في الجسد وأكثره يحدث في الرجل وأصابع الرجل وفي الأسافل فيمنع المشي فيجب أن تشق عنه ويخرج أو يفدغ باليد دائماً ويلزم الأسرُب إن كان حيث لا يمكن أن يخرج وكثير منه إذا لم يعالج صار سرطاناً.

.فصل في السرطان:

السرطان ورم سوداوي تولِّده من السوداء الاحتراقية عن مادة صفراوية أو عن مادة فيها مادة صفراوية احترق عنها ليس عن الصرف العكري ويفارق سقيروس بأنه مع وجع وحده وضربان ما وسرعة ازدياد لكثرة المادة وانتفاخ لما يعرض في تلك المادة من الغليان عند انفصالها إلى العضو ويفارقه أيضاً بالعروق التي ترسل حواليه إلى العضو الذي هو فيه كأرجل السرطان ولا تكون حمراء كما في الفلغموني بل إلى سواد وكمودة وخضرة وقد يخالفه بأن الغالب من حدوثه يكون ابتداء.
وغالب حدوث الصلب يكون انتقالاً من الحار ويفارق السقيروس الحق بأن له حسا وذلك لا حسّ له البتة وأكثر ما يعرض في الأعضاء المخلخلة ولذلك هي في النساء أكثر وفي الأعضاء العصبية أيضاً وأول ما يعرض يكون خفي الحال.
فإنه إذا ظهر السرطان أشكل أمره أول ما يظهر في أكثر الأمر ثم تظهر أعلامه.
وأول ما يظهر في الابتداء يكون كباقلاة صغيرة صلبة مستديرة كمدة اللون فيها حرارة ما ومن السرطان ما هو شديد الوجع ومنه ما هو قليل الوجع ساكن ومنه متأد إلى التقرّح لأنه من سوداء هي حراقة الصفراء المحضة وحدها ومنه ثابت لا يتقرح وربما انتقل المتقرح إلى غير المتقرح وربما رده إلى التقرح علاجه بالحديد ويجعل له شفاهاً أغلظ وأصلب.
ويشبه أن يكون هذا الورم يسمى سرطاناً لأحد أمرين أعني إما لتشبثه بالعضو كتشبث السرطان بما يصيده وإما لصورته في استدارته في الأكثر مع لونه وخروج عروق كالأرجل حوله منه.

.فصل في العلاج:

الذي يجب أن يتوقع من علاجه إنه إذا ابتدأ فربما أمكن أن يحفظ على ما هو عليه حتى لا يزيد وأن يحفظ حتى لا يتقرح وقد يتفق في الأحيان أن يبرأ المبتلىء وأما المستحكم فكلا.
وكثيراً ما يعرض في الباطن سرطان خفي ويكون الصلاح فيه على ما قال بقراط أن لا يحرك فإنه إن حرّك فربما أدى إلى الهلاك وإن ترك ولم يعالج فربما طالت المدة مع سلامة ما وخصوصاً إذا أصلحت الأغذية وجعلت مما يبرّد ويرطّب ويولّد مادة هادية سالمة مثل ماء الشعير والسمك الرضراضي وصفرة البيض النمبرشت ونحو ذلك.
وإذا كانت هناك حرارة فمخيض البقر كما يمخض ويصفّى وما يتخذ من البقول الرطبة حتى القرع وربما احتمل السرطانِ الصغير القطع وإن أمكن أن يبطل بشيء فإنما يمكن أن يبطل بالقطع الشديد.
الاستئصال المتعدي إلى طائفة يقطعها من المطيف بالورم السال لجميع العروق التي تسمْيه حتى لا يغادر منها شيء يسيل منها بعد ذلك دم كثير وقد تقدم بتنقية البدن عن المادة الرديئة إسهالاً وفصداً ثم تحفظه على نقائه بالأغذية الجيدة الكم والكيف وتقوية العضو على الدفع على أن القطع في أكثر الأوقات يزيده شراً.
وربما احتيج بعد القطع إلى كيّ وربما كان في الكيّ خطر عظيم وذلك إذا كان سرطان بقرب الأعضاء الرئيسة والنفيسة وقد حكى بعض الأولين أن طبيباً قطع ثدياً متسرطناً قطعاً من أصله فتسرطن الآخر.
أقول: إنه قد يمكن أنه كان ذلك في طريق تسرطن فوافق تلك الحالة ويمكن أن يكون على سبيل انتقال المادة وهو أظهر.
فصل في تدبير إسهاله:
يسقى مراراً بينها أيام قلائل كل مرة أربعة مثاقيل أفتيمون بماء الجبن أو ماء العسل أو طبيخ الأفتيمون في السكنجبين وللقويّ من الناس أيارج الخربق.
فصل في ذكر الأدوية الموضعية للسرطان:
وأما الأدوية الموضعية للسرطان فيراد بها أربعة أغراض.
إبطال السرطان أصلاً وهو صعب والمنع من الزيادة والمنع من التقرح.
وعلاج التقرح.
واللواتي يراد بها إبطال السرطان: فَيُنْحَى فيها نحو ما فيه تحليل لما حصل من المادة الرديئة ودفع لما هو مستعد للحصول في العضو منها وأن لا تكون شديدة القوة والتحريك فإن القوى من الأدوية يزيد السرطان شراً وذلك أيضاً يجب أن يجتنب فيها اللذّاعة.
ولذلك ما تكون الأدوية الجيدة لها هي المعدنية المغسولة كالتوتيا المغسول وقد خلط به من الأدهان مثل دهن الورد ودهن الخيري معه.
وأما منع الزيادة: فيوصل إليه بحسم المادة وإصلاح الغذاء وتقوية العضو بالأدوية الرادعة المعروفة واستعمال اللطوخات المعدنية مثل لطوخ حكاكة حجر الرحا وحجر المسن ومثل لطوخ تتخذ من حلاله تنحل بين صلاية وفهر من أسرب.
في رطوبة مصبوبة على الصلاية هي مثل دهن الورد ومثل ماء الكزبرة وأيضاً فإن التضميد بالحصرم المدقوق جيد نافع.
واللواتي يراد منها منع التقرّح: فاللطوخات المذكورة لمنع الزيادة إذا لم يكن فيها لذع جميعها نافع وخصوصاَ إذا خلط بالحلالة المذكورة من فهر وصلاية أسربية.
وإذا كان في الجملة طين مختوم أو طين أرمني أو زيت أنفاق وماء حي العالم والإسفيذاج مع عصارة الخسّ أو لعاب بزرقطونا أو إسفيذاج الأسرب فهو تركيب جيد.
ومما هو بليغ النفع التضميد بالسرطان النهري الطريّ وخصوصاً مع إقليميا.
وأما علاج التقرح: فمما هو جيد له أن يدام إلقاء خرقة كتان مغموسة في ماء عنب الثعلب عليه كلما كاد يجف رش عليه ماؤه ويؤخذ لبّ القمح واللبان وأسفيذاج الرصاص من كل واحد وزن درهم ومن الطين الأرمني والطين المختوم والصبر المغسول من كل واحد درهمين تجمع هذه وتسحق وتستعمل على الرطب ذروراً وعلى اليابس مرهماً متخذاً بدهن الورد.
وقد ينفع منه رماد السرطان مع قيروطي بدهن الورد.
وأجوده أن يخلط به مثله إقليميا وقد ينفع منه دواء التوتيا أو التوتيا المغسول بماء الرجلة أو لعاب بزرقطونا.

.فصل في الأورام الريحية ونفخات العضل:

إن من الأورام الريحية ما يكون عن بخار سلس فيشبه التهيّج ويجري مجراه ومنه ما يكون عن بخار ريحي ويسمى نفغة وله مدافعة وبريق وربما صوت ضربه باليد وخصوصاً إذا صادف فضاء يجتمع إليه كالمعدة والأمعاء وما بين الأغشية المطيفة بالعظام وبين العظام أو المطيفة بالعضل وبين العضل وكذلك ما يطيف بالأوتار وربما لم تتحلّل الأقضية بل مزّق الأعضاء المتصلة ودخلها أو تولد فيها فأحوج إلى تمزقها والريح يبقى ويحتبس لكثافتها وغلطها ولكثافة ما يحيط.
بها وضيق مسامه وربما توهم الإنسان أن على عضو منه كالركبة ورماً محوجاً إلى البط.
فيبطه فيخرج ريح فقط.
فصل في العلاج:
أما ما يشبه التهيّج فعلاجه من جنس علاج التهيج وأما النفخة فيحتاج في علاجها إلى ما يخلخل الجلد ويحلل ما فيه ويمكن أن يكون له على الموضع مكث مدة طويلة ولا بدّ من أن يكون في غاية اللطافة ليتمكن للطافة أجزائه من الغوص البالغ وربما احتيج إلى وضع محاجم من غير شرط ليفش النفخة.
ومن أدويتها الموضعية: أدهان حارة مثل زيت لطيف الأجزاء طبخ فيه مثل السذاب والكمون والبزور الملطفة كبزر الكرفس والأنيسون والنانخواه وما يشبه ذلك.
ومن المراهم المحللة: وخصوصاً لما يقع في الأعضاء الوترية والعضلية أن يؤخذ وسخ الحمام فيجعل مع الماء في الطنجير ويصب عليه نورة مطفأة على قدر ما يحصل منها قوام كقوام الطين ويلطّخ به.
وقد يعمل من الخمر والنورة مرهم جيد معتدل وأيضاً يؤخذ الزوفا اليابس ويسحق ويدر على قيروطي متخذ من الشمع ودهن الشبث ويتخذ منه مرهم للطوخ.
والذي يعرض من النفخة في العضلط لرض يعرض لها فيجب أن يجنّب الأدوية الحارة جداً والحريف لئلا تستوحش الأعضاء منها وتشمئز بل إذا عولج بالمحللات فليخلط بها شيء من المسكنة للوجع وذلك مثلا علاجك بمثل الميبختج مضروباً بالزيت مغموساً فيه صوف الزوفا وإن كانت حرارة ما فدهن الورد مغموساً فيه صوف الزوفا أو محلولاً فيه الزوفا أعني الرطب ويستعمل جميع ذلك مفتراً إلى الحرارة ولا يترك أن يبرد فإن البرد ضار بمثله فإن كان هناك من الابتداء وجع فليستعمل عليها الأدهان التي فيها تسكين للوجع مع منع ما في الابتداء كدهن البنفسج والورد مع قوة دهن الشبث فإذا وجد بعض الخفة جعل في الأدوية ما فيه زيادة قوة على التحليل مثل النطرون والخل ثم ماء الرماد ثم المراهم المحللة مثل المرهم المذكور.